اِمرأة - أول مجلة نسائية للمسلمات في ألمانيا
ثمة صورة نمطية عن المسلمات في ألمانيا أنهن غير فاعلات في المجتمع، مادفع إحدى الألمانيات المعتنقات للإسلام لمحاولة كسر هذه الصورة من خلالإصدار أول مجلة مطبوعة باللغة الألمانية تعنى بالشؤون العصرية للألمانياتالمسلمات. صورةلفتاة مسلمة سمراء فاتح لونها، ترتدي حجاباً أزرق، ويتدلى على جبهتها جزءمن شعرها المصبوغ بلون بني، ترتدي فستانا محتشما لكنه مزخرف بزهور ذات لونوردي. يكاد الفستان يلاصق جسدها لكنه يغطيها من عنقها إلى كعبِ حذائهاالعالي. أما يدها فموضوعة على خصرها وكأنها في عرض أزياء نسائية. إنهاصورة فتاة على غلاف أول مجلة ألمانية تُعنى بمواضيع المسلمات. و أطلق علىهذه المجلة اسم عربي وهو "اِمرأة" بالرغم من أن محتواها باللغة الألمانية.
وصاحبةفكرة هذه المجلة هي ساندرا أديويي، وهي امرأة ألمانية اعتنقت الإسلام،وتقول إن هذه الفكرة راودتها منذ أيام الدراسة، حيث كانت تتمنى أن تقرأمجلة كهذه، ومع الأيام قررت أن تمسك بزمام المبادرة وأن تصدر المجلةبنفسها مع فريق من الصحفيين، وفعلاً أصدرت العدد الأول قبل شهر ونصف، أيفي أغسطس/آب من عام 2010 . وقد شجعها على ذلك أن موضوع المسلمات مطروحبشكل كبير في الإعلام الألماني. وقد استفادت من دراستها وخبرتها في مجالالتصميم الغرافيكي، إذ قامت بتصميم ألوان وأشكال المجلة بنفسها. ففي قالبحديث وعصري تعرض المجلة مواضيع وقصصاً وأخباراً عصرية حول حياة الألمانياتالمسلمات.
الخطوة الأولى نحو التغير تعرضمجلة "امرأة" صورة المرأة الألمانية المسلمة كامرأة معاصرة ومتمسكة بمبادئدينها في ذات الوقت "كما هي في الواقع وبعيداً عن الصور غير الصحيحة التييحملها الكثير في أوروبا"، كما تقول السيدة سوزانه كفيك المسؤولةالإعلامية للمجلة، وتتابع أن هدف المجلة هو النساء من عمر السادسة عشرةإلى عمر الخمسين، وأن كل شخص من حيث المبدأ سيجد مواضيع تهمه في المجلة،فهناك وصفات طعام مثلاً ونصائح للأمهات، وتستطرد:"لا شك أن هناك مواضيعتهم أيضاً غير المسلمات في ألمانيا اللاتي يتعرفن من خلال المجلة أنالمسلمات الألمانيات لسن أمهات فقط، ولكنهن أيضاً نساء معاصرات ولديهناهتمامات وطموحات كأي امرأة ألمانية أخرى".
الألمانية المسلمة عاملة وناجحةوتتضمنالمجلة مواضيع دينية وسياسية وأيضا تهتم بالموضة ونصائح في فنّ التزيُّن.ولا تعرض المجلة وصفات من المطبخ التركي والعربي فحسب ولكنها تركز علىوصفات المطبخ الألماني والأوروبي على الطريقة الحلال كما تقول سوزانهكفيك:"من حق المرأة المسلمة التي نشأت وتربّت في ألمانيا أن تشعر أنهاامرأة ألمانية أيضاً. ولا يتعارض ذلك مع محافظتها على عقيدتها"، وتتابعبأن الألمانية المسلمة لها الحق في أن تتفنن وتبدع في المطبخ الأوروبيوالألماني، وأن في المجلة يتم عرض جوانب مرحة ومشرقة من حياة المرأةالألمانية المسلمة.
وتسلط المجلة الضوء على النساء المسلمات العاملات في المجتمع الألمانيوتحاول إبراز الناجحات منهن. وتؤكد سوزانه كفيك أن "هذه الحقيقة يتجاهلهاالكثير في الغَرب"، ولذلك فإن المجلةتعرض مقابلات مع نساء مسلماتمتفوقات في عملهن وناجحات في وظائفهن وشغلهن خارج البيت، وتتابع "هذهالمواضيع تمثل كسرا لصورتهن غير الصحيحة في المجتمع الألماني، بل وتمثلتوجيهاً وإلهاماً لمسلمات أخريات ما زِلن يفكرن في تقرير مسار حياتهنالمهنية. فإنْ كُنّ يرغبن في العمل وإن كُنّ مترددات في ذلك فإنّهن يقرأنفي المجلة نماذج تمثل لهن القدوة".
تـقـــَــبُّـل كبير وقلة تتشككوحولردة فعل المسلمات حول المجلة تقول سوزانه كفيك المسؤولة الإعلامية فيالمجلة إن هناك تقبــلاً كبيراً للمجلة من قبل الألمانيات المسلمات، غيرأن قلة قليلة لا تزال ترى أن صورة فتاة مسلمة عصرية على غلاف المجلة وأنالموضة ونصائح فن التجميل الموجودة فيها لا تتناسب كثيراً مع الدينالإسلامي. بيد أن سوزانه كفيك ترى عكس ذلك وتتشوق لصدور العدد الثانيمنها. وتشير إلى أن المجلة سيكون لها إلى حد ما دور إيجابي في تعريفالألمان بأن المرأة الألمانية المسلمة هي امرأة عصرية وفاعلة في المجتمع،على الأقل عند رؤية الألمان للمجلة المطبوعة في الأكشاك الألمانية أو عندرؤيتهم لغلافها أثناء قراءة البعض لها في القطارات.